"كيف تخطط لحياتك؟" د/ صلاح صالح الراشد

يرى المؤلف أن السعداء الناجحين في التاريخ والحاضر هم أصحاب رسالة ورؤية وأن الرسالة متعلقة في السعادة والرؤية متعلقة في النجاح, ومن كان ذا رسالة نال السعادة, ومن كان ذا رؤية نال النجاح ومن جمع بين الرسالة والرؤية جمع بين السعادة والنجاح.

ويقول إن القاعدة تنص على أنك إذا فشلت في التخطيط فقد خططت للفشل وأنك إذا لم تخطط لحياتك أصبحت من ضمن مخططات الآخرين تلقائياً.

ويرى المؤلف أنه من الخطورة أن تكون بدون رسالة ورؤية فضلاً عن المؤسسة والدولة والأمة وأن عشرين ألفاً بخطة محكمة يكفون ليقوموا أمة عظيمة وهو يدعوا الأمة الآن لوضع رسالتها ورؤيتها على الأقل على المستوى الشخصي.

في هذا الكتاب الفريد في طرحه وطريقته العملية يأخذك المؤلف خطوة بخطوة لعمل التالي: رسم رسالتك بالحياة, وضع رؤية ال500سنة, تحديد مخطط العشرين سنة, تحديد الخطة الخمسية, تحديد رؤية الآخرة, كتابة خطة حياتك, تحديد الخطة العشرية, تحديد الخطة السنوية, تعلم المتابعات الأسبوعية واليومية.

سوف تخلص في نهاية الكتاب بوضع رسالة واضحة ورؤية استراتيجية محددة تمنحك سبباًُ للحياة وتعطيك راحة بعد الممات.

في خلال هذا الكتاب سوف تكتب سيناريو حياتك الذي حتماً سيتحقق وفق خطط. إننا نحقق ما خططناه بالأمس بعلمك وبغير علم في هذا الكتاب سوف تتعلم كيف تصنع حياتك بعلم.



لتنظر نفس ماقدمت لغد

يوضح د/ صلاح الراشد أن التخطيط أهم سر في نجاح الناجحين في الدنيا، والأهم من التخطيط أن يكون للإنسان رسالة ورؤية واضحة، ويؤكد أنه من خلال هذا الكتاب يوضح لنا كيفية وضع رسالة ورؤية لحياتنا، ويعلمنا عدة أمور منها كيف نكتشف رسالتنا في الحياة، كيف نضع أو نغير في هذه الرسالة، كيف نرسم خطة قصيرة أو طويلة المدى، كيف نطبق الخطة، وكيف نكون أشخاص منجزين وفعالين؟

ثم يبين لنا أنه بعد قراءة هذا الكتاب ستتغير حياتنا، ونرى أبواب التوفيق تفتح لنا، ونشعر أن لحياتنا معنى، ونحب الحياة وذلك بشرط أن نطبق ماجاء في الكتاب ولانكتفي بمجرد القراءة.



مالرسالة ومالرؤية

يبدأ الكتاب بتوضيح معنى الرسالة والرؤية والفرق بينهما، حيث أن الرسالة هى دورك أو مهمتك في الحياة، أما الرؤية فهى النتيجة النهائية التي تسعى لصنعها أو بمعنى آخر أهدافك في الحياة.
والإنسان الذي لديه رسالة واضحة في الحياة عظيم، أما من ليس لديه رسالة واضحة فهو مشرد، وماينطبق على الفرد ينطبق على الجماعة والدولة والأمة. ويستعرض المؤلف بعد ذلك أعظم مثال لأعظم إنسان كانت لديه رؤية ورسالة واضحة في الحياة وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ويذكر أمثلة من حياته ومواقف تبين مدى وضوح رؤيته ورسالته الأمر الذي دفع الكاتب الأمريكي "مايكل هارت"

عندما ألف كتابه "المائة الأكثر تأثيراً في العالم" أن يضع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الشخصية الأولى الأكثر تأثيراً على الدنيا منذ خلقت.



الرسالة الشخصية

كيف تضع رسالتك في الحياة؟

في هذا الفصل يوضح د/ صلاح الراشد كيف يمكن أن نضع رسالتنا في الحياة، وكيف يمكن أن نضيف عليها، فلكي نتمكن من ذلك ينبغي أولاً أن نحدد رسالتنا الحالية أو وضعنا الحالي ثم نحدد الوضع الذي نرغب في الوصول إليه ثم نضع خطة إنتقالية هى الاستراتيجية الصحيحة في التغيير ثم يشرح طريقة القيام بذلك تفصيلاً باستخدام طرق وتمارين معينة في علم البرمجة اللغوية العصبية.

كما يشير د/ صلاح الراشد أنه يوجد فرق بين الرسالة العامة في الحياة والرسالة التخصصية، فالرسالة العامة هى البداية لكن هناك رسالة في كل دور يلعبه الإنسان في حياته مثل الرسالة الأسرية، الرسالة العلمية، الرسالة الروحانية وتلك التي يطلق عليها الرسالة التخصصية كما يشرح بعد ذلك د/ صلاح طريقة تحديد الرسالة التخصصية تفصيلاً.

وينتقل بعد ذلك المؤلف للحديث عن رسالة المؤسسات وكيف يمكن تحديدها حيث أنه ينبغي على كل مؤسسة أن تكون لديها رسالة واضحة حتى تحقق النجاح وضرب عدة أمثلة على مؤسسات ناجحة استطاعت أن تحدد لها رسالة واضحة منها "مؤسسة مايكروسوفت"، "شركة أوراكل"، "شركة هوندا" وغيرهم.



الرؤية

كيف تضع خطط قصيرة، طويلة المدى، إستراتيجية؟

في هذا الفصل يوضح المؤلف معنى الرؤية وكيف يمكن أن نضع خطط قصيرة المدى، طويلة المدى، وخطط إستراتيجية ويبدأ الفصل بتوضيح أهمية التخطيط وأن الإنسان الذي لايخطط لحياته يصبح جزء من خطط الأخرين، وملايين من الناس تضيع حياتهم سدى بسبب عدم التخطيط. ولذلك ينبغي علينا أن نحدد الذي نريده ويوجد طريقتان لذلك، الأولى أن ننظر إلى رسالتنا ثم نضع أهداف لنحققها، والثانية أن نجد نموذج جيد من إنسان يسعدنا أن نكون مثله وننقل أهدافه إلينا.

ثم يوضح المؤلف الفرق بين الأهداف قصيرة المدى وهو الذي يكون لمدة يوم أو أسبوع، والهدف متوسط المدى وهو الذي يكون لمدة شهر أو سنة، والهدف طويل المدى أو الإستراتيجي والذي يكون بعد خمس أو عشر سنوات وهذا النوع من الأهداف هو مايطلق عليه الرؤية.

ثم يضع المؤلف برنامج عملي يوضح ويشرح تفصيلاً كيفية تحديد الأهداف بأنواعها والتي ستقودنا بعد ذلك لكيفية وضع الخطة المناسبة في حياتنا، حيث يجب أن نحدد أولاً الرؤية البعيدة جداً، رؤية الخمسمائة سنة صحيح لا أحد يعيش خمسمائة سنة ولكن خطته تعيش ومايتركه من أثر في الحياة يعيش، لذلك افتح لعقلك المجال وتخيل العالم بعد خمسمائة سنة كما تريد وتحب وركز على الدور الذي يجب عليك أن تقوم به لتحقق هذه الصورة، الأن وبعد أن قمت بوضع تصورك هذا إبدأ بوضع الرؤية التفصيلية لحياتك وحدد رسالتك في الحياة وراعي في ذلك عدة أمور الرغبة والنية الصادقة في تحقيق ماتريد، التخطيط، التطبيق وهى المرحلة التى ترى فيها النتائج، العزيمة وهى مرحلة التطوير والتحسين وإعادة التخطيط.
بعد ذلك يوضح المؤلف طريقة تحديد الرؤية في كل جانب من جوانب الحياة حيث نبدأ أولاً بتحديد الجانب ثم نحدد رسالة هذا الجانب، ثم نذكر أسباباً تجعل هذا الجانب مهماً لنا بحيث عندما نقرأها تقنع عقلنا

الباطن، ويبدأ المؤلف في تحديد هذه الجوانب ويشرحها بالتفصيل ومنها الجانب العملي، الجانب الروحاني. وبعد أن نقوم بذلك نحدد كل مانتمنى تحقيقه في حياتنا بدون حدود بحيث يتضمن ذلك الجانب الروحاني، النفسي، الإجتماعي، والجسدي، بعد ذلك رتب هذه الأمنيات حسب أولويتها وأهميتها لك وركز على الأهداف الأكثر أهمية وأولوية، ثم حدد كيف يمكن أن تحقق هذه الأهداف وفقاً لخطة قصيرة أو متوسطة أو طويلة المدى.

لقد قدم لنا د/ صلاح الراشد في هذا الكتاب طريقة ممتازة توضح لنا كيف يمكن أن نخطط لحياتنا ونحدد رسالتنا وهدفنا في الحياة فمن ليس له هدف أو رسالة إنسان زائد على الحياة لاقيمة له، وأكبر سبب لتأخر وطننا العربي وفقدان هوية أبناءه عدم وجود رسالة واضحة لهم في الحياة أو هدف يسعوا لتحقيقه، ومن أهم مايميز هذا الكتاب أنه على صورة تمارين عملية تصلح للتطبيق ولن يستفيد من الكتاب من يكتفي بقرائته فقط دون التطبيق العملي.